وتأثيراتها الجسدية والنفسية
مما لاشك فيه إن السلوك العدواني وكل ما يحمله الإنسان من حقد وكراهية وحسد يدل على
شخصية غير متزنة من الناحية النفسية يسئ للمحيطين بالشخص العدواني من جهة ويؤثر على الشخص نفسه نفسيا وعقليا.
ومن جهة ثانية فان الأشخاص الذين لديهم سلوك عدواني هم معرضون بشكل اكبر لمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ووجد القائمون على هذه الدراسة أن الأشخاص البالغين الذين صنفهم قرناؤهم بأنهم على درجة عالية من الخصومة كانوا أكثر عرضة لتركيزات الكالسيوم في شرايين القلب وهو الأمر المسبب لتصلب شرايين القلب وتتزايد لدى كبار السن مقارنة مع الفئة المتوسطة من العمر .
فالعواطف السلبية لها تأثيرات فسيولوجية مثل رفع ضغط الدم وتنشيط هرمونات الاكتئاب التي قد تكون مدمرة لنظام الأوعية الدموية للقلب بمرور الوقت.
ومن المسلم به سواء على صعيد الطب أو العلاقات الاجتماعية بان العواطف السلبية والانفعال والتوتر تؤدي إلى تدهور الحالة الجسدية والنفسية للشخص وبخاصة في حالاتها المزمنة والمتكررة.
ومن هنا أجد انه يتوجب علينا مراقبة أطفالنا لنبعد عنهم شر هذا السلوك :
كثير من الأطفال المفر طي الحركة الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات ،يقذفون الألعاب أو يندفعون نحو أهداف يريدون تحطيمها بفعل الإحساس بالكبت أو الغضب أو بكل بساطة لمجرد إثارة الشغب لماذا؟
لان المنطق لا وجود له بين الطرق التي يعتمدها الأطفال لحل المشكلات .كما إن قذف الكتب والألعاب لا يبدو لهم أمرا أكثر خبثا من رمي الكرة .
ربوا طفلكم وعلموه أن يتفاهم جيدا مع الآخرين .اشرحوا له باختصار (حتى لو كان عمره سنة واحدة)ما هي التصرفات غير المقبولة والممنوعة كالضرب والعض وقذف الأشياء وإغاظة الآخرين ،وما هي التصرفات المسموح بها كالتقبيل والاحتضان والكلام .
واشرحوا له أيضا سبب كون هذه التصرفات ممنوعة أو مسموح بها .قوموا بتطبيق هذه القواعد بطريقة حازمة ودائمة بهدف توجيه طفلكم نحو التصرفات المقبولة لا نحو تدمير ذاته وتدمير الآخرين.
وإذا كان السلوك العدواني أمرا ملازما لألعاب طفلكم اليومية مع الآخرين ،مما يتسبب بالاضطراب لأصدقائه ولأسرته فعليكم استشارة الأخصائي للكشف عما يختبئ خلف كبته وغضبه .