ثالث تجربة سينمائية في المملكة
بعد تقديمها لتجربتين سينمائيتين في العام الماضي هما «ظلال الصمت» و«كيف الحال»، اللذان أثارا جدلاً عند عرضهما بين النقاد والجمهور، تواصل السينما السعودية تقديم أفلام روائية طويلة أخرى من خلال تجربة سينمائية جديدة ومختلفة بعنوان «القرية المنسية»، الذي سيعرض بعد أسابيع قليلة في دور العرض المصرية. «القرية المنسية» هو ثالث تجربة سعودية في عالم السينما، من تأليف طارق الدخيل وإخراج عبد الله أبو طالب، وبطولة محمد هاشم وحامد الغامدي وبراء علاف والإعلامية المصرية شيماء فضل، وبعض الوجوه الشابة من فرنسا وكندا وأميركا. وينتمي فيلم "القرية المنسية" إلى نوعية أفلام الرعب، حيث تدور أحداثه حول مجموعة من الشباب العربي الذين يلتقون بمجموعة من السائحين الأجانب في منطقة أثرية، وتضطرهم الظروف للبقاء في إحدى القرى المعزولة والمهجورة، التي يعتقد أهلها في وجود أرواح ومخلوقات شريرة، حيث تطاردهم تلك الأشباح خلال الليل. كما يتعرض الفيلم لظواهر اللجوء للدجل والإيمان بالخرافات والمعتقدات الخاطئة لدى شعوب دول الخليج. وقد حضر فريق العمل للقاهرة في الايام الماضية للإعلان عن الفيلم والترويج له، مشيرين إلى قرب عرضه بالقاهرة قريباً. وقال المخرج عبد الله أبو طالب لـ«الشرق الأوسط» إنه سعيد لتعاون وزارة الثقافة والإعلام السعودية معه في ذلك الفيلم، متمنياً أن ترسخ السينما السعودية قدمها في عالم الفن السابع بالوطن العربي، مشيرا إلى أنه اجتهد كثيراً هو وفريق العمل لكي يخرج الفيلم بالصورة التي يريدها، حيث تم تصوير أحداثه بالفعل في منطقة خليص بالسعودية، كما إنه اعتمد على استخدام تقنيات عالية في التصوير لاهتمامه بجودة الصورة والألوان وهو ما سيتأكد منه كل من يشاهد الفيلم.
وعن سبب اتجاهه لإخراج عمل ينتمي لنوعية أفلام الرعب، أكد أبو طالب إنه يعلم تماما أن السينما المصرية ذاخرة بأفلام الكوميديا التي تسيطر على السوق السينمائي بمصر والوطن العربي، ولذلك أراد طرق مناطق جديدة لم يسبقه إليها الكثيرون، لأنه يريد النجاح التجاري لفيلمه، بجانب التقدير النقدي أيضاً.
ويعد فيلم «القرية المنسية» التجربة السعودية الثالثة في الأفلام الروائية الطويلة، التي تأتي في إطار من الشد والجذب بين الأوساط الفنية السعودية والمهتمين بالسينما من ناحية والمجتمع السعودي وتقاليده من ناحية أخرى، حيث يرفض البعض فكرة وجود أفلام ودور عرض سينمائية سعودية، بينما يرى آخرون أن الوقت قد حان لإعلان وتأسيس صناعة سينمائية قوية بالمملكة لأنها فن راق من جهة، والاقتصاد السعودي يحتاج للتنوع وزيادة موارد الاقتصاد الوطني من جهة أخرى، حيث هناك دول متقدمة في العالم على رأسها أميركا تعد صناعة السينما بها واحدة من أهم الصناعات التي يعتمد عليها الاقتصاد الاميركي بدرجة كبيرة.